عذرا غزه ...
مدينتي الغاليه ارجوا ان تقبلي أعذارنا المختلفه..
فليس من المهم من هو وما هو سبب ما حصل بكي...
فلقد زادك الموت موتا فوق طرقاتك الميته...
فعذرا غزه...
لقد رأيت في طرقاتك المحطمة شخصا يحتضر واخر قد سبقه ...
وكلاب تنهش في لحم طفل يحمل دميته الخشبيه..
رأيت تلك الرصاصات التي قد رسمت لوحات على تلك المباني بغاية الدقه والفن..
رأيت في أزقتك الممزقه رأسا لشخص تبحث عائلته على ما تبقى من جسده...
ورأيت ذلك الطفل الذي يجلس بجوار جثة والدته الميته فلعلها تصحو من نومها العميق
وذلك الشاب الذي قتل والداه ولا يستطيع اخراجهما من بين الركام..
رأيت دموع قد جفت من عيون ذلك العجوز الذي فقد أحفاده الصغار...
في كل منطقة حكايه وربما أكثر ...
رائحة الموت تفوح من بين تلك الأزقه...
سمائك المكبلة قد امتلأت بتلك الغيوم التي يستحيل لها أن تمطر...
فعذرا مدينتي الغاليه...
فنحن لم نحافظ عليكي عزيزتي...
ولم نستطع حمايتك...ولسنا كفؤا لذلك الشرف البعيد...
فلقد انغمسنا في كبريائنا وطمعنا الذي كان يزداد يوما بعد يوم
صراخك لم نسمعه منذ البدايه فلقد كنتي تصرخين وتتألمين ولم نحرك ساكنين..
عذرا غزه..
هذا ما أستطيع أن أقدمه لكي ...
فلم يتبقى معي سوى أسفي الحقير...
سامحيني مدينتي الغاليه ....